Monday, November 21, 2011

فصل بداية النهاية



شهد العوري
حادي عشر بكالوريا


جالسة في منزلي, سمعت صوت بكاء السماء. ها قد بدأ فصل الشتاء بكل الذكريات التي يجلبها معه أكانت سعيدة أم حزينة.  فصل الخيرة و البركات هذا هو وصفه الشائع.  في هذا الفصل ينقلب لون السماء الى السكني المعتم و يتلبد فضائها بالغيوم المحملة  بدموع الأسى على حال الأرض, أم هي دموع الأرض على حال من عليها؟

مع انهطال المطر تغسل الشوارع و أحجار البيوت العتيقة ليبرز جمالها و رونقها, تتعرى بعض الأشجار من أوراقها, تلمع أوراق أخرى دائمة الاخضرار, تفوح رائحة الأرض الذكية و تبعث في نفسك موجة من الحزن و الأمل متذكرا أحبائك و أرضك المحتلة البعيدة و انتمائك لهاتختفي زقزقة العصافير من صباحك و يستبدلها صوت هطول المطر ذا الايقاع المنتظم عند نافذة غرفتك, تصمت وتغني كلماتك الخاصة على صوت عزف المطر,  يحلّ محل فنجان القهوة كأس من الشاي الساخن, تطوق اليه ليملأ جوفك بالدفىء و يعيد الى جسدك بعضا من الطاقة بعد أن حلّ عليه الخمول الذي يصاحب قدوم فصل الشتاء.  رياح تصفر في زوايا الأزقة, تسمعها و شعور الرهبة و الخوف يملأ نفسك من ذكريات الماضي, أحداث الحاضر و توقعات المستقبل.  تكمل سيرك في الطريق و ترى الناس من حولك منهم من هو فرح بهذه الخيرات, يسير مبتسما شاكرا ربه على هذه النعمة, تحملق به, تتعجب و تبدأ بتحليله, فتوقفك نفسك و تأمرك بالسكوت, وترى آخرين تسللت موجة من الكآبة الى قلوبهم جاعلة خطاهم تسير مسرعة مبتعدة بلا هوادة الى مكان يقيهم من الأمطار, أو من الألم.
  فصل الشتاء, مرحلة متكررة من دورة الحياة, يأتينا كلّ سنة ليعلن نهايتها, و بأمطاره يساعدها على البدء من جديد, و لكن هل تبدأ من جديد

No comments:

Post a Comment